ـ في ذكرى الشهيد .. دعوة لكتابة تاريخ ثورتنا المضفرة من جديد ...

في ذكرى الشهيد :
لايسعنا نحن أبناء الاستقلال ، إلا أن نرفع هاماتنا عاليا لنحيي صانعي فخر وعز وتألق الجزائر ، الشرفاء الأوفياء ـ الشهداء المخلدون في الجنان ـ
فذكراهم الغالية تدفعنا دفعا إلى الاعتراف بأصحاب الفضل والجميل علينا ، فلولا تضحياتهم واستبسالهم ماكان حال الجزائر هكذا ، ولربما لاتزال جحافل المستدمرين قابعة في ديارنا .
فالشهيد مكانه الجنة ، وهذا وعد من رب السماء .
ولكن تاريخ الجزائر لم يكتب بنزاهة وموضوعية حتى نعرف نحن أبناء الجيل الجديد حقائق هذه الثورة الباسلة ، فالكثير الكثير من الحقائق التاريخية شابها الغموض ، وماكتب عنها لايرضي الفضول ، ولربما فيه تجني على التاريخ .
فالأمل يحدونا أن تبادر القلة الباقية من المجاهدين الخلص إلى الصدح بالحقيقة القابعة في صدورهم ، إرضاء لضمائرهم أولا ، وإزالة للبس العالق في بعض محطات تاريخ ثورتنا .
ـ فهل الأمر عصي إلى درجة أن تظل قضية استشهاد بن بولعيد مثلا غامضة حتى اللحظة ؟ .

، ولماذا لانقر بأن أبناء الأمس لم يكونوا جميعهم على قلب رجل واحد ؟ ، فلربما تجد من المئة عشرة ثاروا على فرنسا و90 إما مستكين وإما متعاون مع العدو ، وهذا طبعا بشهادة المجاهدين أنفسهم ، فالكثير ممن ماتوا او استشهدوا او حتى نكــــل بهم ، كان وراء العملية كلها خائن أو متعاون مع فرنسا .
يحز في أنفسنا كثيرا أن نرى هذا الجانب لم يعالج ولم يمحص المحص الدقيق لتتجلى حقيقته للعيان ، وليعرف الجيل الجديد ، من كان مع أو ضد الثورة ، أم أن القضية تعد من ـ الطابوهات ـ التي لايمكن بحال الحديث عنها .
ولكن التاريخ أحق أن يعرف ، وان تعرف حقائقه مشرقة كانت أو مظلمة .
نأمل أن يكتب تاريخنا المجيد مرة أخرى ، مع إزالة كل الشوائب التي لصقت به حتى اللحظة .

سليل عائلة المجاهدين والشهداء .

ـ يبقى الشهيد ـ حيا بيننا ـ معززا مكرما ، له في قلوبنا جميعا مكانة عالية .
وتبقى ارض الجزائر شامخة ابية ، لأنها وبكل بساطة أرض الشهـــــداء .
تحياتي